هموم مواطن قصة قصيرة
الكاتب: ذ.مصطفى
افترش البؤس له موطنا و اتكأ على أمله منتظرا مناظرة تليفزيونية بين علماني و اسلامي . ينتظر بشغف من سوف يخلصه من العذاب و من ينتشله من أحضان التعاسة . تبدأ المناظرة و تنطلق المهاطرة بين الاثنين ، هذا يقول أنا الذي سوف أخلص البشرية من العذاب .. و الآخر يقول أنا الذي سوف أنشر العدالة الاجتماعية داخل الوطن . كل يغني على ليلاه .. و هو مازال غريبا في الحوار ، لا يفهم ما تعنيه دولة مدنية و لا مغزى دولة اسلامية . لا يعرف ما معنى العري ، فهو لا يجد مالا يستر به نفسه و لا يمتلك مالا حتى يحجب بناته .
يدخلون متاهة أخرى و هي كيف يتم بناء المؤسسات و كيف نجلب الاستثمار للبلاد .. يتساءل المسكين ، أين أنا من بين كل هذا الكلام؟ أين أنا المسكين الفقير الضائع في وطني التائه في دروب عذابه التعيس في طرقاته .. أين أنا أايها الناس ؟ أين أنا من كل هذا ؟
أنا مجرد سلعة تتاجرون بها في أيام الانتخابات و أنتم مجموعة تجار فقدوا الشرعية و المصداقية .. أنتم قوم بائس يقتات على أمل التعساء .
يبكي وحيدا و يبكي على أيامه التعيسة . بداأ يفقد الأمل في الحياة . بدأ يناجي الذكريات ..
إنها اخر اللحظات .. الأمل يحتضر أمامه و الحاضر قد مات من زمان . لم يعد هناك ما يعيش لأجله .. يفكر في شيء واحد ، إمّا أن يموت على هامش التاريخ أو يخرج للشوارع كالمجنون .
في كلا الحالتين ، هو ميت ميت . لم يعد له وقت للتفكير . سوف ينام يفترش بؤسه و يتغطى بتعاسته .. بقليل من الكرامة ، سينام مسافرا عبر أحلامه التي لا يناجي بها غير ربه ....
بقلم الفيلسوف الشعبي
0 commentaires: