واقع يشترك فيه الكثير
واقع يشترك فيه الكثير
الكاتب: ذ.مصطفى
خرج من بيته يحمل هما ثقيلا ،خائفا مرتعبا من القادم، فهو يسير بخطوات هادئة ،نحو المجهول، يرى مصيره المحتوم فاما ان يعيش و اما ان يبقى على هامش التاريخ يفكر في من في البيت اب و ام و زوجة و اخت و اربعة ابناء كيف سوف يتكفل بهم كيف سوف ينفق عليهم راتبه المحدود لا يكفيه في شيء و لا احد مستعد لمساعدته و عندما يرى في وجوه الناس يهون عليه همه و رغم ذلك يستمر البؤس في عينيه ما زال التفكير لا يفارقه يفكر في نهاية الشهر الماء و الكهرباء و الكراء و الدين الذي عليه من صاحب البقالة و يفكر في مصاريف المواصلات لا يعرف ما يفعله انه خائف لكن ما فائدة الخوف عندما تكون محكوم بالاعدام فان راتبه الهزيل غير قادر عى مجارات مصاريف الاكل و الشرب و الديون و الماء الكهرباء و الكراء يحمل على كاهله ثقلا كبيرا لكن لا يوجد من يساعده و لا يجد من يحمل معه الهم الذي يثقل كاهله يناجي بؤسه وحيدا لا يجد من يسمعه غير نفسه و بعد ان انقطع الرجاء من وجوه الناس و بعد ان تعب من المشي في الطرقاات قرر ان يمد يده للناس طالبا عونهم لم يعد قادرا على الصبر فلا راتب عمله كفى مصاريف البيت و لا الحكومة رحمت فقره و لا الجيران فكروا في حمل الهم عنه قليلا كل الذين حوله حتى هم يطمعون في من يحمل الهم عنهم قليلا و دخلنا في رواية تمسك غريق بغريق و كل الذين حوله غرقى في مستنقع تشيده الحكومة للشعب حتى يتوه عنها و يغوص في همه اليومي بعيدا عن التفكير في ميزانية الدولة و لا معرفة من تم تعيينه و من تمت اقالته و هو الان لازال يعانق التعاسة لازال يشكي همه لها و هي تشكي همها له يبكي و تبكي تنزل دموعه فتمسحها له و تقول له لا تقلق سيدي فانا و انت توامان خلقا في هاته الحياة انا و انت مبدا لن تتنازل عنه الحياة لهذا لا تفكر كثيرا و لا تشغل نفسك و حاول ان تتعود على البؤس و القهر و الجوع تنزل دموعه اكثر و تواسيه من جديد فيقوم من جانبها متجها نحو منزله من جديد حيث سوف يتكلم هناك مع شعبه الصغير مع ابيه و امه و اخته و زوجته و ابنائه الاربعة حيث سوف يناقشهم في المجهول الذي ينتظرهم سوف يواسيهم قليلا و سوف يعمل بنصيحة التعاسة حيث التاقلم هو الحل و التعايش مع الوضع الحالي هو الحل الوحيد امامهم و لن يترددوا في قبول الامر فما بيدهم حيلة فاما التعايش او الموت يدخل الى البيت بخطوات هادئة يضع حذائه امام البيت و يدعوا امه و اباه و اخته و زوجته و ابنائه الاربعة و يخبرهم بقراره الاخير لم يجد مقاومة منهم فلم يستطيعوا مجادلته فاحس بارتياح و اغلق الابواب و اطفئ الانوار و سافر في ليله الحالك نحو احلام تداوي جراح نهاره ....
بقلم : الفيلسوف الشعبي
0 commentaires: